بسم الله الرحمن الرحيم
موضوعنا اليوم هو:{( افضل رجل تحري في العالم!!!)}
هو شيرلوك هولمز الشخصية الروائية الشهيرة ،للكاتب الاسكتلندي السير ارثر كونان دويل .
قصة حياة ( السير آرثر كونان دويل)
الطبيب ، الروائي وكاتب قصص بوليسية
ولد "آرثر" في العام 1859 في مدينة " ادنبره " بـ "اسكتلندا " . في عائلة ليست بغنية ولا فقيرة، درس الطب في جامعة اندبورغ و تأثر كثيرا بشخصية أستاذه دكتور "جوزيف بل" الذي كان يتمتع بقدرة غير عادية على الاستنتاج ولهذا قدم لنا شخصية "هولمز" الشهيرة بنفس مواصفات أستاذة الطبيب.
ثم انتقل للعيش في لندن حيث أقام له عيادة هناك، لكنه للأسف لم ينجح، وقد هجر السير آرثر دويل مهنة الطب بعد أن مارسها ثماني سنوات، وكانت مهنة الطب هي السبب في دخوله إلى دنيا الأدب، فعيادته التي لم يكن يزورها إلا عدد قليل من المرضى كانت هي أول مكان يبدع فيه نظرا لأوقات الفراغ الكثيرة وبالتالي شغلها بكتابة القصص القصيرة، والتي لم تنل حظا من النجاح في البداية وكان يبعث بها للمجلات بهدف زيادة دخله.
...نفحة من روح شرلوك هولمز في آرثر كونان دويل ...
وذات يوم من عام 1907 , طلبت إحدى السيدات من دويل نصيحة, قائلة أن نسيبها المفضل اختفى قبل أسابيع في لندن , وقد حير لغزه الشرطة من غير أن تعرف ماذا حل به؟؟؟؟؟؟
قرر دويل أن يتسلم القضية كما اعتاد أن يفعل بين الحين والأخر, فنجح في غضون ساعة في حل اللغز من دون أن يبرح مكانه.
وكتب يقول :
" نسبيك موجود في اسكتلندا " ابحثي عنه في (( غلاسكو ))أو (( ادنبره )) وأؤكد لك انك ستجدينه هناك .
وبالفعل عثر عليه في اسكتلندا بعد أن مر بلندن .
و استطاع دويل فك اللغز بهذه السرعة بمجرد " بحث المسألة من منظار السيد هولمز "
ولقد أثبتت هذه الطرفة وغيرها الكثير أن ثمة نفحة من روح شرلوك هولمز في آرثر كونان دويل .
فهما متطابقان في الشخصية البارزة , المتنبه لأدنى التفاصيل , ويتمتع بمخيلة واسعة وخبرة اجتماعية وفكرية غنية وميل إلى الدراما والأهم من ذلك قدراته اللاذعة والتحليلية .
وهو لم يكتسب قدراته التحليلية عن طريق الصدفة بل ساعده , في ذلك أمور عديدة منها :
دراسته وخبرته المهنية , و خاصة سنوات دراسة الطب الخمس في الجامعة وممارسته لمهنة الطب لمدة 10 سنوات ، قبل أن يتفرغ تماما للكتابة .
ويبدو أن تدريبه الطبي كان وراء تصوره الخاص لشرلوك هولمز كرجل تحريات علمي يحل القضايا بناءً على قدراته الخاصة, وكمفتش يتقن المبادئ التحليلية و أهمية التفاصيل في آن .
ويتطلب التشخيص الطبي الدقيق (( التحري )) القدرة على التحليل المنطقي وعين الطبيب الخبيرة لملاحظة العوارض الكامنة (( المفاتيح )) وراء المرض.
وكان دويل بروحه التحليلية وهولمز بروحه التحليلية المفرطة يعتبران أن التحقيق والتفسير العقلانيان قد يلتبسان
إذا ما أعمتهما الثقة بالفرضيات الشخصية , وغالباً ما تكون الفرضيات المضللة فرضيات أخلاقية ..
وقد برز جانب مثير من حياة دويل الشخصية في وصفه للأيام التي أمضاها برفقة الجيش في إفريقيا الجنوبية خلال حرب البوير عام 1900 حيث عثر على جندي استرالي قتل في معارك اليوم السابق
لكن أيا من فرق الإنقاذ لم تكتشف جثته ....
صراع آرثر....هولمز
ولكن هذا الكاتب عاش حياة صراع مع شخصيته المبتكرة شرلوك هولمز، التي حازت على شهرة أكثر منه، ولذا أراد قتلها أملاً منه أن تنتقل هذه الشهرة إليه. وفعلاً حصل ذلك، حيث قتلها في روايته "قضية شرلوك هولمز الأخيرة" (The Adventure of the Final Problem) والذي سقط فيها المحقق هولمز مع عدوه اللدود في مياه أحد الشلالات.
وهناك بعض النقاد يعتقدون أن آرثر تأثر بالأفكار الروحية الفاسدة.
لكنه وبعد هذه القصة حصل ما لم يكن يتوقع، حيث قام قراءه ومحبيه بمراسلته اعتراضاً على مقتل هذا المحقق، فقد حزنت انجلترا واسكتلندا حزنا عظيما لرحيل شخصية هولمز الوهمية فقاموا بنصب تمثال له في أحد المدن الكبرى, وخوفاً من أن يخسر هذا الجمهور اضطر أن يعيد هذه الشخصية إلى الحياة في رواياته زاعماً أن الذي سقط هو عدوه فقط في حين أنه أشاع بين الناس سقوطه هو أيضاً حماية لنفسه من الأعداء ولإكمال سير التحقيقات (طبعاً الكلام كله في القصة وليس حقيقةً ).
دويل والنساء
ولاشك أن أصول الشهامة والشرف تعني أيضا أصول التصرف مع النساء , وهي علاقات طرحت تحديات كبيرة لكل من دويل وهولمز . وكان دويل من دعاة إصلاح قانون الطلاق .أما على الصعيد الشخص،فبعد 7 سنوات من الزواج و3 سنوات على إصابة زوجته بذات الرئة , وقع سنة 1897 في غرام جين لينكي التي بادلته الحب وتمسكه بالشرف . وقد عاشا معا قصة حب سرية مدة عشر سنوات قبل أن يعقدا قرانهمابعد سنة على وفاة زوجة دويل . وكان هذا بنظره التصرف الشريف الوحيد الذي يمليه عليه ضميره. كذلك كان تصرف شيرلوك هولمز حيال النساء شهماً مع أن معظم مشاكله معهن كانت مهنية أكثر منها شخصية .
وقد برزت في هذا السياق مناورات (( ايرين ايدلير )) في " فضيحة في بوهيميا " التي أغنت شخصية هولمز الأسطورية .
...مخاطبة الأرواح...
وهي قضية كرس سنواته الأخيرة في سبيلها .
حيث إيمانه الشديد بأن أرواح الأموات تحيى بعد مماتهم وأنها قادرة على التواصل عبر جلسات خاصة, أو بالتخاطر, أو ما شابه مع الأحياء . وقد نشر أول مقالة له حول الظواهر الروحية عام 1887 أي في نفس العام الذي نشر فيه " دراسة في اللون القرمزي " ..أول قصة تظهر فيها شخصية شارلوك هولمز.. .وانضم إلى " الجمعية البريطانية للأبحاث الروحية " عام 1893 في موازاة نشر " مذكرات شرلوك هولمز " في إحدى المجلات هي" ستراند "
وقد أثرت هذه الكتابات والتوجهات على سمعة دويل بين معاصريه من دون أن تنعكس على قصص شرلوك هولمز . وكان لوالدته (( ماري فولي دويل )) اليد الطولى على ما يبدو في بروز هذا المنحى نظراً إلى علاقتهما الوثيقة خلافاً عن والده الذي لم يلعب دوراً في تربيته بسبب مشاكله الصحية.
حياة مليئة بالمغامرات
عاش دويل حياه متغيره مليئة بالمغامرات فكان مؤرخا ، صياد حيتان، رياضيا و مراسلا حربيا، وقد قام بإنقاذ رجلين من الموت شنقا عندما أثبت براءتهما باستخدام نفس الأساليب التي اتبعها في رواياته, ونظرا لجهوده في دعم الحكومة البريطانية في حرب البوير « 1899 - 1902 » منحته الملكة فكتوريا لقب الفارس السير عام 1902م.كان دويل كشرلوك هولمز نموذجاً للعقلانية في حقبة الحكم الفيكتوري والادواردي.وقد تجلت بشكل خاص في استشرافه قبل الحرب العالمية الأولى مخاطر فرض حظر بالغواصات على إنجلترا .وتجلت أيضا خلال الحرب في دعوته إلى تزويد الجنود والبحارة في البحر بسترات إنقاذ وفي ابتكاره شيفرة سرية للتواصل مع سجناء الحرب البريطانيين .
..وفاته..
في السابع من يوليو عام 1930 مات آرثر كونان دويل متأثرا بمرض القلب فى بيته.
منقوله من العضو tawer